« ماي 68 » في الجامعة التونسية
محمد علي الحباشي
2010.10.9 جريدة الصباح
يوم 10 أوت 1967 بقابس مضيفا «وقد يقول قائل الآن وقد تحررت تونس، يمكن أن يعمل كل ما يريد، لكن الحركة الوطنية كانت من المكانة والرسوخ والإشعاع إلى حد جعل تفكك الأمة التونسية أمرا مستحيلا لأنّ طريق التحرر بالمعنى العميق لم ينته بعد، وإنّ من اختيارات الحزب والحكومة الحفاظ على الوحدة القومية وإنّهما عازمان على القضاء على كل العراقيل التي من شأنها سدّ الطريق الذي يخوضه الشعب، وإنّنا كحزب نرىارتباطنا باتحاد الطلبة أمرا واجبا، لهذا نسهر عليهم باعتبارهم جزءً من الأمة، وأنّ هناك طلبة يرغبون في حياة الثورة ونحن ندعوهم للمشاركة في الحركة الممتعة التي تخوضها ».
…بدأ نطاق التحركات الطلابية يتسع شيئا فشيئا، حتى كان ربيع 1968 وإعلان «عزم الدولة على استئصال بذور الشر التي تبث الفوضى» (الباهي الأدغم، الأمين العام للحزب في كلمة أمام إطارات التعليم يوم 26 ماي 1968 حول «الهيجان» في الجامعة)
…وفي اجتماع بإطارات الحزب بتونس والأحواز في اليوم نفسه، أعلن كاتب الدولة للداخلية الباجي قائد السبسي آنذاك عن «اعتقال عشرين طالبا لتقديمهم للمحاكمة وهم من العناصر الفوضوية التي تبث السموم في الأوساط الطلابية منذ حل الحزب الشيوعي التونسي سنة 1963 والتي ظلت تعمل في الخفاء وتصدر بعض المناشير وهي على اتصال دوري بالحركات اليسارية وخاصة البعث ».
…«الحقيقة عن الفتنة بالجامعة التونسية» هو عنوان الكتاب الأبيض الذي أصدره الحزب الاشتراكي الدستوري وتولت الصحف نشره في مطلع أوت 1968.
…الاضطرابات التي شهدتها الجامعة التونسية تحت تأثير «مجلات ونشريات مختلفة الأسماء توزعها الأيدي في المحلات الجامعية، وكانت نداءات إلى التمرد تصدر من وقت إلى آخر من تشكيلات صغيرة تلازم طريقة السرية. والقائمون على هذه الحركات، بعضهم أساتذة وأساتذة مساعدون من تونسيين وأجانب، وإثر اضطرابات مارس 1968 أميط اللثام عن هذه المجموعات وهي:
1ـ الشيوعيون
2ـ جماعة «برسبكتيف» ذات النزعة التروتسكية والموالية للصين
3ـ البعثيون